📁 آخر الأخبار

شروط التوبة والرجوع الى الله في القرءان والسنة-وفضل الاستغفار-فوائد

                         - التوبة والاستغفار..


          - اولا :  تعريف التوبة.

           - ثانيا : ما هي شروط التوبة وعلامات قبولها ؟

          - ثالثا : ماهو فضل الاستغفار ؟

 .1 تعريف التوبة :

- التّوبةُ في اللّغة: مصدر تَوَبَ أي تَرَك وعاد، ويُقصد بالتوبة العودة عن الذّنب وتركه والإقلاع عنه. التوبة في الاصطلاح تعني: أن يترك العبد الذّنب لقبحه ويندم على فعله، ويبذل جهده للتّكفير عنه بعد أن يعزم على الإقلاع عنه وعدم الرجوع إليه مطلقاً، وذلك قُربةً لله تعالى وخشيةً منه، وتعتبر التوبة من أسمى أوجه الاعتذار وأعلاها درجةً، ففيها يُقرُّ العبد بتقصيره وارتكابه ذنباً لا يرتضيه خالقه، ويعزم ألا يعود إليه مخافةً من الوقوع في سخط الله، ورجاء بلوغ رحمته.

 .2 شروط التوبة في القرءان والسنة :

-إن كانت المعصية بين العبد وربه فشروط التوبة منها خمسة:
أن تكون التوبة خالصة لله.. وأن تكون في وقتها.. وأن يقلع عن المعصية.. وأن يندم على فعلها.. وأن يعزم ألا يعود إليها.
فإن فقد أحد هذه الشروط لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فتزيد مع هذه شرطاً سادساً بأن يَبرأ من حق صاحبها باستحلاله أو رد حقه.
والتوبة النصوح تتضمن ثلاثة أمور:
التوبة من جميع الذنوب والمعاصي.. إجماع العزم على التوبة.. إخلاص التوبة لله.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [8]} [التحريم:
           
-الندم على ما فعل من الذنوب والمعاصي: ويأسف على وقوع تلك الأفعال منه ويكره ذلك الفعل بعدما فعله، فيجب عليه أن يُدرك أن ما قام به من المعاصي والذنوب، أو ما فرَّط فيه من الطاعات والمأمورات لا ينبغي أن يحصل منه، فيندم على ذلك، ويتحسر عليه، ويتمنى لو لم تقع منه تلك الأفعال,وقد ورد في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النَّدَمُ تَوْبَة).[٧]

-الإقلاع عن الذنب: فينبغي على التائب أن يُقلع عن الذنب، ويتوقف عن إتيانه حالاً، وذلك من أظهر معاني التوبة وأوضحها، والذي من خلاله يبين صدق التوبة أو زعمها من التائب، فإن التوبة لا تتضح معالمها ولا تصحّ عند الله إلا بالإقلاع عن مُسبباتها التي هي الذنوب، أما إن تاب العبد واستمر في المعصية وأقام عليها فذلك دليلٌ على كذب ادعائه التوبة,ويدلُّ على ذلك ما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ المُؤْمِنَ إذا أذنَبَ كانت نُكْتةٌ سوداءُ في قلبِهِ، فإن تابَ ونزعَ واستَغفرَ، صُقِلَ قلبُهُ، وإن زادَ زادت، حتَّى يَعلوَ قلبَهُ ذاكَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في القرآنِ: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))

-العزم على ألا يعود للمعصية أبداً,
-أداء الحق إلى أصحابه.
-أن تكون توبته في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة.

 .1 علامات قبول التوبة :

-  أن يكون العبد التائب بعد توبته خيراً مما كان قبلها.
 -أن يلازمه الخوف والوجل كل لحظة خشية العودة إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي.
-أن يستشعر عِظَم ما اقترف من الخطايا، وعظمة من قد عصى وخالف أمره.
-أن يمتلئ قلبه انكساراً وحزناً وذلاً لخالقه، فالله عز وجل يحب المنيب المُخبت.
- أن يحذر من غلبة جوارحه له، وأن يسيطر عليها، ويكبح جماحها، فلا تقوده ثانية إلى المهالك.
-أن يُكثر من الطاعات والأعمال الصالحة. أن يندم على ما فاته من الخير الطاعات. أن يندم على أوقاته التي ضاعت من عمره في المعصية، وأن يعمل جاهداً لتعويض ما خسره.
-أن يلازم الاستغفار والدعاء لله تعالى لقبول توبته والثبات عليها. 
-أن يكره العودة للمعاصي، ويبتعد عن مستنقعات المعاصي وأهلها.

 .ثالثا : فضل الاستغفار :

-للاستغفار فوائد عظيمة، منها: أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، كما في الحديث: فاستغفروني أغفر لكم ، وكما قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) [النساء:110]. وفي الحديث: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك .

ومن فوائد الاستغفار: أنه يدفع العقوبة ويدفع العذاب قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

ومن فوائد الاستغفار: أنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق والخروج من المضائق ففي سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب .
المداومة على الاستغفار يعدّ سبباً في تفريج الهموم، وجلب الأرزاق، وخروج من العوارض والضوائق،
كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( مَن لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ورزَقه من حيثُ لا يحتسبُ).[١٠]
 إنّ الاستغفار سبب لنزول المطر من السماء، وحصول البركة في الأموال، والأولاد، والأرزاق، والثمار،
 كما قال الله تعالى: (قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[١١]
 جعل الله -تعالى- الاستغفار أمان من العقوبة، إذا صدر من قلوبٍ صادقةٍ موقنةٍ، وسبباً في دفع البلاء والنقم، وأمان من العذاب، حيث قال الله -تعالى- في مُحكم التنزيل: (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ ).[١٢]
 الاستغفار سبب لإنزال الله -تعالى- للخير والنعم على العباد، وإبدال خوفهم أمناً، وفقرهم غنى، وشقائهم سعادةً،
 كما قال الله تعالى:(وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ)،[١٣]
 ومن الجدير بالذكر أنّ صفحة العبد ترفع بيضاء إذا كثُر فيها الاستغفار، وأمّا إذا كانت خاليةً من الاستغفار فتُرفع سوداء.
   والله اعلى واعلم.







  
تعليقات